ولد أعبيدي: تم إقصائي من الوجود المجتمعي عقابا على حرقي الرمزي للكتب


 قال الناشط الحقوقي بيرام ولد أعبيدي، إن السلطات الموريتانية أقصته من مجتمع المصير المشترك، بل وحتى من الوجود الاجتماعي عقابا له على إحراقه "الرمزي" لنسخ من تشريعات ما سماه المجتمع الاسترقاقي التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين القرن التاسع والقرن الخامس عشر ميلادي. 

وقال ولد أعبيدي – في خطاب له في الدورة الخامسة لمنتدى الأمم المتحدة حول حقوق الأقليات، بجنيف- إن هذه النصوص التفسيرية "التي تدّعي تأويل القرءان وأفعال النبي محمد صلى الله عليه وسلم، قادت إلى إنتاج قانون خاص بمجتمع العبيد، ماهيتــــه سلالية، وأساسه مناهض للإنسانية ، وهو مَـيـْـسَـم للمنبوذية وخرق المبادئ العالمية للمساواة منذ المولد والمساواة في الحق، وكذلك خرق روح وجوهر مساواة وعدالة القرءان وتعاليم الرسول ". 

وواصل يقول "إن كناش الخزي هذا، الذي ما يزال يدرّس في مدارس بلدي، يُـشرّع إقصاء الضحايا السود (العبيد)، وبيعهم، واغتصابهم، وينصح بالعمل القسري. وإن الفقه المترتب عليه، والمدافــَـــع عنه من قبل عسس التمذهب الأصيل الجامد، ينحو باتجاه أن يصبح مقدسا؛ ومن ثم ينبني على أساس أنه حقيقة مطلقة لا يرقى إليها الشك، وما سواه لعنة وبدعة وردة". 

وقال ولد أعبيدي إن فعله المتعلق بالإحراق "الرمزي للكتب ناجم عن تبنينا لتقليد يسعى لهدم بنية الواقع وزرع ثقافة مضادة متجذرة في تاريخ العالم العربي-الإسلامي الذي تتباهى موريتانيا بالانتماء إليه. إننا ندافع عن كون هذا العمل يتماشى تماما مع النصوص الدولية المكرسة لحرية التعبير؛ وهي ذات النصوص التي تـُـعتبر موريتانيا جزءً منها. فمن خلال هذا الفعل أردنا شد انتباه المجتمع الدولي بصفة عامة، والعالم الإسلامي بصفة خاصة، حول مسألتين مهمتين: 

- فمن أجل أن تستحق موريتانيا صفة "دولة قانون"، يجب عليها الخضوع لمتطلبات 
القانون الدولي الذي تتعجل في أحايين كثيرة للإلتزام به مع شيء من الضجيج الدعائي وسوء 
النية.
- وإن على موريتانيا أيضا أن تستحق صفهتها "الإسلامية" بتماشيها مع أوامر 
القرءان الكريم بخصوص الإنصاف والمساواة والعدالة والأخوة بين البشر، وكذلك تعاليم 
النبي محمد (صلع) بشأن واجب عون المساكين والمظلومين، ومحبة الناس والابتعاد عن الكذب 
والزور إلخ". وفق قوله.


وانتقد ولد أعبيدي، تدني تمثيلي من سماهم المنحدرين من العبيد، في الوظائف السامية"حيث يمثلهم 3وزراء فقط يستفيدون من حين لآخر من تعيينات في مناصب متناغمة مع المكافأة عندما يقبلون بشهادة الزور دون وخز من ضمير".