تعريف با مدينة اقرقار

يالله...ما أجمل تلك القرية الهادئة الوديعة المنتبذة من مقاطعة الطينطان مكانا قصيا،إنها بلدية "أقرقار" كما يحلوا لأهلها ان يسموها،أو "أغرغار" حسب مصطلحات "أهل الدولة". في الجنوب من مدينة الطينطان وتحديدا على بعد 35 كلم ،ينتظرك أقرقار بثغره الباسم،ومروجه الخضر وخمائلة الغنية،ورماله الناعمة،وأرضه التي ألبستها الطبيعة أجمل حلاها،تأسرك بجمالها اللامتناهي،وهواءها النقي، وخضرتها الحيية التي تكسو وجه الأرض..يتناغم الكل مع الطبيعة وينسجم مع إيقاعها الخالد،كل بلغته وعلى طريقته،زقزقات العصافير فرحا وابتهاجا بمنظر الطبيعة الخلاب،وخرير الوادي وشلالاته الجميلة المتدفقة وتمايل واحات النخيل الممتدة على جنبات الوادي على إيقاع "لكبيلية" في موسم "الكيطنة"،وحفيف غصون نمقها الطل،وشدو البلابل الجميل،أتذكر حالي يوم كنت طفلا نمى وترعرع في أحضان تلك الربوع ،يقضي يومه بين الحدائق الخضراء في "لمسيلة" متنقلا بين الأكمة و"البرك" وأعود في "القيلولة" حيث نفترش الأعشاب،ونلتحف السماء ،وتمد لي أمي وسادتها التي لم تكن سوى ضغث من القش الناعم. هي ذكريات جميلة تثير في نفسي لواعج الشوق المكبوتة بحب "المدنية" الزائفة،وتعيدني إلى زمني وجيراني،وتجبرني على أن أنشد مع المتنبي: ذكر الصبا ومرابع الآرام جلبت حمامي قبل وقت حمامي  دمن تكاثرت الهموم علي في عرصاتها كتكاثر اللوام فكأن كل سحابة وكفت بها تبكي بعيني عروة بن حزام. فعلا أقرقار جميل وسيبقى كذلك ..وعلى أديم أرضه مايستحق الحياة.